إِنْتَظَرْتُكـِ أُمَّاهْ
ما لهذا الحضن لا دفء فيه
و عيون باردة النظرة لا حنان بها
و هذا الثدي لا أحسن مصه
أرفض و أصرخ
أين حضن أمي ؟؟؟
أين مقلتها ؟؟؟
أرجوكم أريد حنان أمي
كم كنت غريبا ...
كان صدرك وطنا
و ضاع الوطن
كانت راحتيك حقول قمح
و جفت السنابل
أرفض و أصرخ
الحب مـُرٌّ في وطن الآخرين
و الدفء قهرٌ في عيون الآخرين
و البسمة ساخرة في شفاه الآخرين
كم كنت غريبا يا عزيزتي
كم كنت وحيدا
ما أقسى طعم المرارة و الحليب
و ما أقسى الصفعة على خد الغريب
و ما أصعب أن ترتسم البسمة
على وجه الكئيب ...
آهٍ ..... لو أن للموت أمـًا
لعرف قدر قساوته علينا
كل موت في الحياة حق
إلا موت الأمهات
***
اعرف أنك ذهبت بعيدا
بعيدا إلى هناكـ
غريبة في قبر لن تريني
لن أراك ، و لكن .....
إنتظرتك على أرصفة المدائن
و على أبواب المحطات
كتبت عنواني في جرائد الدنيا
و على أغلفة المجلات
ناديت بكل فج ...
أريد أمي
أحب أمي
بكل اللغات
إن كان الموت ظالما ...
فليظلمني مع أمي
بعدها لا خير في الحياة
أمــــاه ....... أمي ....
فتشت عنك في جوازات السفر
و في طيات القـَـدَرْ
بحثت عنك في زوايا غرفتي
في حقيبتي
و ألبوم الصور
فتشت في عيوني
و في الذاكرة .....
إن قرر الله أن يخفيك
فمن يتحدى القدر
أماه ...
لقد صرت متسولا
يطلب أمــًا .
| |